الليلة الكبيرة للكرة الافريقية ستبدأ مع وصول عقارب الساعة إلي السابعة والنصف من مساء اليوم ـ الجمعة ـ افريقيا كلها ستكون في انتظار هذا العرس السنوي, والملك المتوج علي عرش الكرة الافريقية وممثل القارة السوداء في مونديال كأس العالم للأندية باليابان.. الأهلي هو حامل اللقب والنجم الساحلي التونسي يتطلع للقب لأول مرة في تاريخه.. كل هذا سيتحدد بكل دقة مع بداية المباراة التي ستجمع الفريقين في إياب الدور النهائي لمسابقة دوري الأبطال الافريقي باستاد القاهرة الدولي, وأمام أكثر من45 ألف متفرج وكبار المسئولين في مصر وفي الاتحاد الافريقي وعلي رأسهم عيسي حياتو, وسوف تنقل المباراة علي الهواء مباشرة لأكثر من140 دولة في العالم.
أما عن الأمور الفنية للفريقين, فكلها تصب في اتجاه واحد, وهو تحقيق الهدف الأكبر بالحصول علي أمجد الألقاب كما تطلق عليه الصحافة التونسية, ومعني أن تنتهي مباراة الذهاب بالتعادل بدون أهداف أن تكون مباراة الليلة حاسمة للفريقين, وأن تبقي الحظوظ متساوية, مهما قيل إن مباراة اليوم ستقام علي ملعب الأهلي وبين جمهوره, ويكفي الأهلي للفوز باللقب الثالث علي التوالي والسادس خلال تاريخه في نفس البطولة أن يفوز بأي نتيجة, أما النجم الساحلي فأمامه هو الآخر الفوز بأي نتيجة أو أي تعادل إيجابي بعيدا عن صفر/ صفر. من هنا كان تفكير جوزيه المدير الفني للأهلي ومارشان المدير الفني للنجم الساحلي.
والطريف الذي يمكن أن نقوله قبل الدخول في التفاصيل الفنية, أن فوز الأهلي علي الصفاقسي التونسي في نهائي البطولة الماضية1/ صفر في تونس بعد التعادل1/1 في القاهرة, هو الذي فتح أبواب الأمل للتوانسة الآن قبل لقاء اليوم.والأهلي فنيا ومنذ انتهاء مباراة الذهاب بسوسة وهو في حالة استعداد مكثف حتي لو تعادل أمام الاسماعيلي وهو مشغول الذهن في مسابقة الدوري1/1, والأهلي كان لديه بعض المشاكل تمثلت في إصابات لبعض نجومه مثل أبو تريكة وجيلبرتو وأحمد السيد وعماد النحاس ولكنها إصابات انتهت بالشفاء قبل لقاء اليوم بأربعة أيام للبعض وفترة أطول منها للبعض الآخر, وانخرط الجميع في الاستعداد واستغل جوزيه التدريبات الأخيرة لتحفيظ كل لاعب أساسي لدوره في الملعب, صحيح أنه قام بالتركيز علي الضربات الثابتة لعل من إحداها يأتي الفرج, وكذلك اللعب تحت ضغط المنافس والتمرير تحت نفس الضغط, لأنه يتوقع أن يكون سيناريو النجم الساحلي دفاعيا بحتا أملا في الوصول الي نتيجة صفر/ صفر أو خطف أي شيء من خلال المرتدات السريعة.. من هنا كانت التعليمات بعدم السماح للاعبي النجم باللعب بدون ضغط..
وتعمد مانويل جوزيه إخفاء معالم التشكيل الأساسي حتي يعطي الأمل لكل اللاعبين المرشحين للمباراة في بذل أقصي جهد ممكن في التدريبات التي من خلالها سيكون التشكيل الأقرب لبدء اللقاء يتكون من عصام الحضري الذي يعيش حالة نضوج غير عادية ليصبح من أفضل حراس المرمي في القارة برغم بلوغه سن34 عاما, وأمامه أحمد السيد وعماد النحاس وشادي محمد, ويظل وائل جمعة ورقة مهمة يلوح بها جوزيه للعب بها في أي وقت, وفي الجانب الأيمن يعيش اسلام الشاطر حالة تركيز عالية وفي الجانب الأيسر هناك جيلبرتو أحد مفاتيح اللعب المهمة.. وفي قلب الوسط سيكون أنيس بوجلبان وحسام عاشور هما المرشحين وينافسهما بقوة حسن مصطفي.. وفي الهجوم الأقرب عماد متعب بجوار فلافيو ومن خلفهما أبو تريكة, وتبقي الأوراق الرابحة مثل اسامة حسني وأحمد صديق ووائل جمعة وغيرهم من اللاعبين يمكن الاستفادة بهما وفقا لظروف ونتيجة المباراة, أما ورقة بركات والتي كان يتمني جوزيه أن تكون معه, فقد خرج عن الحسابات تماما, لظروف حصوله علي الانذار الثاني.
في الجانب الآخر فقد وصلت بعثة النجم الساحلي الي القاهرة مساء أمس الأول علي متن طائرة خاصة توفيرا للجهد والوقت, واستقبلها الأهلي بالورود من علي سلم الطائرة, وكان في مقدمة المستقبلين من الأهلي كل من محرم الراغب مدير عام النادي وخالد الدرندلي والعامري فاروق عضو مجلس الادارة وماهر عبد العزيز من إدارة العلاقات العامة, وعلي الفور تم انتهاء إجراءات الخروج في وقت قياسي, وحضر علي رأس بعثة النجم الساحلي معز إدريس رئيس النادي ونائبه د. جلال كريفة وثلاثة رؤساء سابقون للنجم الساحلي في مقدمتهم عثمان ضيح والذين فضلوا الابتعاد عن فندق الفريق لتسهيل مهمتهم في الحصول علي الراحة المطلوبة والتركيز المطلوب. وبعد راحة قصيرة, تدرب الفريق علي ملعب انبي بالقطامية لم يحضره أحد, وركز فيه مارشان علي بعض الجوانب التكتيكية, استكمالا لبرنامج الاستعداد الذي بدأه في تونس.
وقد لعب النجم الساحلي مباراة رسمية في الدوري خسرها صفر/1 أمام الملعب التونسي, ومباراة ودية أمام الأوليمبي الباجي, مع وجود معسكر مغلق قبل الوصول الي القاهرة.
ورغم إيقاف المدافعين مهدي مرياح الذي طرد في لقاء الذهاب وسيف غزال لحصوله علي الانذار الثاني, إلا أنهما حضرا مع البعثة لمؤازرة زملائهما في هذه المباراة المصيرية.
ومن المتوقع أن يلعب الفريق التونسي بطريقة دفاعية لعدم السماح للاعبي الأهلي بوجود مساحات واسعة, والاعتماد علي الهجمات المرتدة السريعة عن طريق جيلسون لاعب الرأس الأخضر وأمين الشرميطي الهداف, ولاشك أن كلا منهما سيحظي برقابة لصيقة من الأهلي ولا ينكر أحد أن هناك لاعبين آخرين علي درجة عالية من الكفاءة, مثل أيمن المتلوتي حارس المرمي والمدافعين صابر بن فرج ورضوان الفالحي ومحمد علي نفخه وأمامهم موسي فاري وأوجمبي وسادات بوكاري والسلطاني ومهندي ضيف الله ومجدي تراوري وعفوان العزبي وخالد المليني.
ورغم صغر سن لاعبي النجم إلا أن معظمهم شارك في مباريات أفريقية كثيرة, خاصة أن النجم الساحلي هو ضيف دائم علي مائدة النهائيات الافريقية علي مستوي الأندية منذ عام2003, والروح المعنوية لدي النجم عالية, وكلها جاءت من خلال التصريحات النارية للفرنسي مارشان قبل ساعات من وصوله الي القاهرة عندما قال بالحرف الواحد: إنهم ذاهبون الي القاهرة لتحقيق نتيجة إيجابية, تسمح لفريق النجم بالصعود علي منصة التتويج ورفع أمجد الألقاب, موضحا أن إدارة النجم الساحلي وفرت كل الظروف للاعبين وانه مع الجهاز الفني اتعظوا من مباراة الذهاب بسوسة وأنه يراهن علي تحقيق المفاجأة من خلال الهجمات المرتدة السريعة.
أما معز إدريس رئيس النادي فأكد هو الآخر أن حظوظ النجم الساحلي مازالت متوافرة بقوة وأن التعادل في مباراة الذهاب لم يقلل من عزيمة لاعبي النجم ولم يهبط من روحهم المعنوية.
ومن جانب أخري ستحظي المباراة برقابة شديدة من رجال الاتحاد الافريقي الموجودين بالقاهرة لحضور الاجتماعات السنوية وعلي رأسهم عيسي حياتو رئيس الاتحاد.
الخميس نوفمبر 08, 2007 4:16 pm
